Research 04-10-2025

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الصناعة المصرفية التقليدية والإسلامية بين إمكانية تعزيز الكفاءة وإدارة المخاطر

 

ديباجة الملتقى:

إن تسخير التكنولوجيا المعرفية مع الذكاء الاصطناعي يجلب ميزة التحول الرقمي للبنوك ويساعدها على مواجهة المنافسة التي يفرضها لاعبو التكنولوجيا المالية، حيث يعد التأثير التحويلي للذكاء الاصطناعي عميقًا منذ ظهوره خاصة في قطاع البنوك والتمويل وتقديم الخدمات للعملاء؛ مما يؤدي إلى إدخال تطبيقات وخدمات تجعل القطاع أكثر تركيزا على العملاء وأكثر أهمية من الناحية التكنولوجية. ولن يعمل الذكاء الاصطناعي على تمكين البنوك من خلال أتمتة قوى العمل المعرفية فحسب، بل سيجعل أيضًا عملية الأتمتة بأكملها ذكية بما يكفي والاستفادة من القدرات البشرية والآلية على النحو الأمثل لتعزيز الكفاءة التشغيلية وكفاءة التكلفة وتقديم خدمات مخصصة. ولم تعد كل هذه الفوائد مجرد رؤية مستقبلية يتعين على البنوك تحقيقها، وإنما من المتوقع أن يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في الخدمات المصرفية بعدة طرق منها التنبؤ بالسوق عن طريق تحليل توجهاته الأمر الذي سيساهم في اتخاذ قرارات صحيحة وفي فترة زمنية وجيزة، إضافة إلى تحليل بيانات الزبائن لتقديم الاستشارات المالية وتشجيعهم على الإقبال على منتجات البنك. كما يُمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات أتمتة العديد من العمليات التشغيلية وبالتالي تقليل الأخطاء البشرية وتحسين التكاليف.

يمكن للبنوك الاستثمارية استخدام الذكاء الاصطناعي في التداول والتنبؤ بأسعار الأسهم، والكشف عن الشذوذ المالي، كما تساعد خوارزميات التعلم الذاتي على اتخاذ قرارات أفضل في الوقت الفعلي إضافة إلى تحليل أنماط المعاملات للكشف عن الأنشطة غير العادية التي قد تشير إلى الاحتيال، فضلا عن إدارة المخاطر من خلال تقييم مخاطر الائتمان عبر تحليل كميات هائلة من البيانات التي يمكن أن تؤدي إلى قرارات ائتمانية أفضل .وتعتمد هذه التقنيات على العديد من التخصصات العلمية بما في ذلك الإحصاء وتحليل البيانات علوم الحاسوب والعلوم المعرفية،  فهي  مصممة  للعمل على مستويات مختلفة من الاستقلالية، و تستنتج من البيانات المدخلة التي تتلقاها طريقة لتوليد النتائج مثل التنبؤات والتوصيات أو القرارات.

ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن ينكر أن أنظمة إعداد التقارير الائتمانية غالباً ما تكون مليئة بالأخطاء، وتفتقد تاريخ المعاملات في العالم الحقيقي، وتصنف الدائنين بشكل خاطئ لهذا يمكن لنظام الإقراض والائتمان القائم على الذكاء الاصطناعي أن يفحص سلوك وأنماط العملاء لتحديد مدى جدارتهم الائتمانية. كما يرسل النظام تحذيرات إلى البنوك حول سلوكيات معينة قد تزيد من فرص التخلف عن السداد. باختصار، تلعب مثل هذه التقنيات دورًا رئيسيًا في تغيير مستقبل الإقراض الاستهلاكي حيث تشمل إحدى أكثر حالات الاستخدام شيوعًا للذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات المصرفية تطبيقات اللغة الطبيعية والدلالية العامة والتحليلات التنبؤية المطبقة على نطاق واسع. إذ تمكن تقنياته من اكتشاف أنماط وارتباطات محددة في البيانات، والتي لم تتمكن التكنولوجيا التقليدية من اكتشافها سابقًا. وتشير هذه الأنماط إلى فرص مبيعات غير مستغلة، أو فرص بيع متبادلة، أو حتى مقاييس حول البيانات التشغيلية، مما يؤدي إلى تأثير مباشر على إيرادات البنوك.

كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد البنوك في إدارة التهديدات السيبرانية. ففي عام 2019، كان القطاع المالي مسؤولاً عن 29% من جميع الهجمات السيبرانية، مما يجعله القطاع الأكثر استهدافاً. وبفضل قدرات المراقبة المستمرة للذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية، يمكن للبنوك الاستجابة للهجمات السيبرانية المحتملة قبل أن تؤثر على الموظفين أو العملاء أو الأنظمة.

إذن، إن ما يقارب 80% من البنوك تدرك الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي الذي يشكل جزءًا لا يتجزأ من عملياتها، وتشير تقديرات معهد ماكينزي العالمي إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضيف ما بين 200 مليار دولار و340 مليار دولار إلى القيمة سنويا في القطاع المصرفي العالمي، أو ما بين 2.8 إلى 4.7 في المائة من إجمالي إيرادات الصناعة، وهذا ما جعل الدول العربية تطالب بالانفتاح على تقنيات الذكاء الاصطناعي خاصة المصارف الإسلامية وذلك لتبني مشروعات تعزز البيانات الضخمة في مجال الصناعة المالية الإسلامية، وتسهل الوصول إليها والتعامل معها.

على الرغم من التطورات السريعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها المتزايدة في القطاع البنكي إلا أن تأثيرها على تعزيز الكفاءة وتقليل المخاطر لا يزال غير واضح بشكل كامل، من هنا تبرز التساؤلات حول التحديات التي تواجه هذه التطبيقات وتأثيراتها على استقرار واستدامة البنوك التقليدية والإسلامية. ومن هنا يمكن صياغة إشكالية الملتقى كالتالي:

إلى أي مدى يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في البنوك التقليدية والإسلامية تعزيز الكفاءة وتقليل المخاطر؟

أهداف الملتقى:

  • إثراء النقاش حول تحليل الأدوات والتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي والمستخدمة حاليا في البنوك؛
  • دراسة تقييم الذكاء الاصطناعي على الكفاءة التشغيلية للبنوك بصفة عامة التقليدية والإسلامية منها وذلك من حيث تحسين الدقة والسرعة والتحكم في التكاليف؛
  • دراسة ومناقشة تأثير الذكاء الاصطناعي على إدارة المخاطر بما في ذلك التنبؤ بالمخاطر الائتمانية واكتشاف الاحتيال وإدارة الأصول؛
  • معرفة التحديات التي تواجه تطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي في البنوك بما في ذلك المخاطر المرتبطة بتطبيقه خاصة القانونية والأخلاقية منها.

محاور الملتقى:

المحور الأول: الإطار النظري للذكاء الاصطناعي في البنوك؛

المحور الثاني: تطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي في البنوك التقليدية والإسلامية؛

المحور الثالث: تحسين الكفاءة وإدارة المخاطر في البنوك من خلال الأتمتة والذكاء الاصطناعي؛

المحور الرابع: التحديات والمخاطر المرتبطة بتطبيق الذكاء الاصطناعي في البنوك؛

المحور الخامس: تجارب دولية رائدة في مجال تطبيق الذكاء الاصطناعي في البنوك.

    • آخر أجل لاستقبال المداخلات كاملة: 10 نوفمبر 
    • 2025
    • لرد على المداخلات المقبولة: 20 نوفمبر
    • تاريخ انعقاد الملتقى27 نوفمبر 20
    • مطوية الماتقى